حول المشروع

عن مشروع موارد الفنون البصريّة

أُطلِق موارد الفنون البصريّة كمشروع ثقافي متخصّص في التوثيق والبحث وإنتاج المعرفة في حقل الفنون البصريّة، ويسعى إلى إتاحتها إلى دائرة أوسع من جمهور الفنّانين والطلّاب والباحثين والعاملين في الحقل الفنّي والثقافي والأكاديمي، وبالتالي تيسير الوصول إلى المعرفة عبرهم إلى مختلف القطاعات والخلفيّات الاجتماعيّة.

يهدف المشروع إلى حفظ وتوثيق إرث الفنون البصريّة الفلسطينية وتاريخها الاجتماعي، للمساهمة في تأسيس مورد رقميّ مُتاح ومُستدام باللُّغة العربيّة للباحثين والفنّانين والطلّاب وقيّمي المعارض وجمهور القرّاء والمهتمّين بهذا الحقل، وتشجيع ورعاية الكتابة والبحث والنقد في حقل الفنون البصريّة، وإنتاج المعرفة المتعلّقة بها باللُّغة العربيّة.

لماذا مشروع موارد الفنون البصريّة؟
فرزت الحركة الفنية الفلسطينية على مدى عقود حالة من الفعل الفنّي، رافقها خطاب سياسي ثوري واجتماعي ساهم في وضع الفنّ الفلسطيني على خارطة العالم، ولكنّ سرعة التحوّلات في الظرف السياسي الفلسطيني أدّت إلى إغفال الجانب التوثيقي والنقدي، الذي يفسّر ويسلّط الضوء على الفنون كأداة للمقاومة أو الحياة.

بدأ الأفراد والمؤسسات الفلسطينية يدركون في السنوات الأخيرة حجم الفجوة بين فعل الفن وتوثيقه، وبين الإنتاج والتحليل المرافق له، وبدأوا الاهتمام بالمخزون الهائل الذي راكمته التجربة الفلسطينية وعرضه على شكل أرشيفات تعرض جزءاً من الرواية المفقودة، للنظر فيها وتحليلها ودراستها للاقتراب من صور الحقيقة العديدة التي عاشها الفلسطينيون.

من هنا تأتي أهمية مشروع موار الفنون البصرية، إذ يهدف بشكل مباشر إلى أن يكون مساهماً مهماً في رسم صورة أوضح عن التاريخ الاجتماعي الفلسطيني بكل أبعاده، عبر توفير أرشيفات فنيّة بصريّة مهمة للجمهور عبر منصّة المشروع الإلكترونية، وتوفير مساحة يستطيع عبرها الباحثون والنقّاد والأكاديميون والفنانون والكتّاب الاطلاع على هذه الأرشيفات ودراستها والبحث حولها، وخلق حالة من النقد والدراسة والإنتاج في مجال الفنون البصريّة تُضيف إلى المكتبة الفلسطينية بُعداً تحليلياً لما أُنجز على الأرض.

يوفّر المشروع مجموعة من الأرشيفات المهمة في حقل الفنون البصرية، ويقوم بالأساس على أرشيف الواسطي، بالإضافة إلى أرشيف مؤسسة حوش الفن، وسيُضاف إليه في مرحلة لاحقة مجموعة مهمّة من الأرشيفات الشخصية والمؤسّسية في مجال الفنون البصريّة، عبر رقمنتها وإتاحتها هنا عبر هذه المنصّة.

يقوم المشروع في أحد أعمدته على نشر المعرفة المختصّة بالفنون البصريّة الفلسطينية، تُشكّل أرضيّة لتطوير المحتوى العربي التخصّصي في هذا المجال، وتُخاطب المتلقّي بعيداً عن هيمنة اللغة الإنجليزية المرتبطة بتاريخ الممارسات الاستعمارية، لتكون منصّة حاضنة لمعرفة ثقافية فنية مختصّة ومتحدّثة باللغة العربية، وموجهة للباحث العربي بعيداً عن أيّ وسيط لغوي أو استشراق معرفي.